لماذا تنهار المباني الخرسانية ؟!
انهيار المباني الخرسانية وسقوطها من الحوادث
الكارثية التي يروح ضحيتها سنوياً آلاف البشر بخلاف أعداد كبيرة من المصابين، وأسباب
انهيار المباني بالغة التعدد ويصعب حصرها بشكل كامل، ولكن إن أردنا البحث عن مُسبب
رئيسي لهذه الكوارث فلن نجد سوى “الإهمال”، خاصة بعدما تطورت التقنيات المستخدمة في
الأعمال الهندسية والتي بفضلها صار بمقدورنا توقع مستقبل المباني ومدى تماسكها وقدرتها
على الصمود والاستمرار، ومن أمثلة مسببات انهيار المباني الشائعة ما يلي:
أخطاء التصميم :
تعتبر أخطاء التصميم الهندسي من مسببات
انهيار المباني الرئيسية، وهذه الأخطاء المحتمل الوقوع بها تفوق ما يُمكن حصره، ولكن
أكثرها يكون متعلق بمدى قدرة المبنى على مقاومة العوامل الطبيعية، مثل مقاومة الرياح
أو الهزّات الأرضية والزلازل وغيرها، أيضاً قد يحدث انهيار المباني نتيجة الأحمال الحية
على الألواح الخرسانية التي يتشكل منها، وهنا الخطأ لا يقع على واضع الأحمال وحده إنما
على المصمم الذي لم يراع تلك الأوزان الزائدة عند تصميمه للمبنى وتحديده للخامات ونسبتها
وما إلى ذلك..
الرقابة على الجودة :
انهيار المباني قد ينتج عن عند عدم التزام
المهندس المشرف على الأعمال الإنشائية بالكود أو أن يكون غير مُلم بصورة كافية بالمخططات
التنفيذية والمواصفات المفترضة، أيضاً قد ينتج عن عدم إعمال الرقابة وضبط جودة الخامات
والمواد المستخدمة في عملية البناء، وترك الأمر بالكامل بأيدي العمال أو المهندسين
المعاونين ممن يفتقدون إلى الخبرة اللازمة.
أعمال الترميم الغير محسوبة :
أعمال الترميم عادة ما تتم بهدف الحفاظ
على سلامة المبنى ومتانته ولكنها إن تمت بمعرفة شخص غير متخصص فقد تقود إلى نتائج عكسية،
أي إنها في تلك الحالة قد تكون إحدى العوامل المؤدية إلى انهيار المباني وذلك لإن أعمال
الترميم يجب أن تتم بمعايير محددة، وإلا فإن المواد المستخدمة بها إن لم تكن مناسبة
فقد تؤدي إلى إحداث تلفيات في حديد التسليح، أو أن تتضمن القيام بأعمال هدم وتكسير
في الحوائط وقد يُخل ذلك باتزان البناء ويؤدي إلى انهياره.
إهمال العزل المائي :
من مسببات انهيار المباني الشائعة هو حدوث
تسربات مائية إلى أساسات البناء، من المعروف إن الماء يؤدي إلى تآكل الأساسات ويصبح
البناء بالكامل معها معرضاً للسقوط والانهيار. ولهذا يعد إهمال حماية المبنى وعمل نظام
العزل من العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى انهياره نتيجة تعرض الأساسات للماء أو
الرطوبة.
المباني المجاورة :
عند تصميم وتنفيذ أي بناء لابد أن تؤخذ
في الحسبان حالة المباني المجاورة له وخاصة الملاصقة له والتي تجمعه معها جدران مشتركة،
فإن حالة تلك المباني قد تؤثر عليه بصورة سلبية وقد يصل الأمر إلى حد تعرضه للانهيار.
لهذا يجب يجب دراسة المباني المجاورة والتعرف على حالته، وذلك لا يعني إلغاء إقامة
المشروع إن كانت المباني المجاورة في حالة غير جيدة، ولكن هناك إجراءات احترازية عديدة
يجب اخذها في الحسبان في تلك الحالة، لحماية المبنى المقام من التضرر حالة انهيار أو
تصدع أي من المباني المجاورة.
إهمال اختبار التربة :
يعد اختبار التربة أهم الخطوات التمهيدية
الواجب اتخاذها قبل الشروع في القيام بالأعمال الإنشائية، فطبيعة التربة هي التي تحدد
الحد الأقصى لعدد طوابق البناء، ونوع حديد التسليح والأساسات وغير ذلك، بل إن طبيعة
التربة هي ما ترجح مدى ملائمة أرض الموقع لتحمل المشروع المزمع تنفيذه من عدمه، ومن
ثم فإن إهمال القيام بأعمال اختبار التربة أو القيام بها من قبل شخص ليس لديه الخبرة
الكافية، من الأمور التي تزيد من احتمالات تصدع المبنى أو تعرضه للانهيار التام وقد
يحدث ذلك خلال الأعمال الإنشائية وقبل أن تكتمل عملية البناء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق