الاسمنت المقاوم للكبريتات والإسمنت المقاوم للكلو

الاسمنت المقاوم للكبريتات والإسمنت المقاوم للكلور.

الاسمنت المقاوم للكبريتات يؤدي خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات الى تشققات وتصدعات واضحة في خرسانةالمباني المنشأة وذلك بسبب استخدام نوع خاطئ من الإسمنت والذي يقاوم الكبريتات وصنع خصيصا لملاءمة البيئة في دول أوروبا وليس لبيئة المدن الساحلية السعودية ودول الخليج العربي والتي تصنف عالميا بأنها من البيئات شديدة الخطورة على المنشآت الخرسانية المسلحة، فالأفضل والأسلم استخدام الإسمنت المقاوم لاملاح الكلور وليس المقاوم للكبريتات، بسبب احتواء ارضية المدن الساحلية على نسب عالية من الكلور مقارنة بالكبريتات، فلقد ساعد الاستخدام الحالي والخاطئ لنوع الإسمنت في سرعة صدأ الحديد الموجود داخل الأعمدة الخرسانية في أغلب المباني الحكومية والخاصة ،
أملاح الكلور 10 أضعاف الكبريتات
عينات من التربة بمختلف احياء مدينة جدة وجدت أن أملاح الكلور تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 أضعاف أملاح الكبريتات، بل ان الأمر لا يختص فقط بمدينة جدة بل هو في أغلب مدن المملكة الساحلية ودول الخليج عامة، أي أن نسبة الكلور مرتفعة مقارنة بنسبة الكبريتات، مما يستوجب وجوب تغيير نوعية الإسمنت الحالي بالمملكة من المقاوم للكبريتات الى المقاوم للكلور حسب طبيعة نوعية التربة، تعميم على المقاولين المرتبطين بمشاريع الأمانة بوقف استعمال إسمنت مقاوم للكبريتات واستخدام نوع الإسمنت المناسب حسب التحليل الكيميائي لنوع وكمية الأملاح الموجودة في التربة، فيجب على الأمانة المتابعة المستمرة في التأكد من استخدام المقاولين للإسمنت المناسب، أن منشآتنا تتدهور وتنهار بسرعة كبيرة وفي ثلث المدة مقارنة بالدول المتقدمة في أبحاث الخرسانة مثل دول اوروبا وأمريكا الشمالية، وذكر التقرير أسبابا منها الاستخدام الخاطئ لنوعية الإسمنت بالمملكة وخصوصا في تربة السبخة الملحية وتربة المدن الساحلية، حيث ذكرا أن إسمنت مقاوم للكبريتات لا يقاوم أملاح الكبريتات العالية بالمملكة والخليج فضلا عن مقاومته لهجوم عدواني من نسبة عالية أملاح الكلور والكبريتات، وهو ما اكده الخبير الروسي فورشوف عام 95م بعد استدعائه من روسيا بصفة عاجلة للبحث عن أسباب انهيار مبنى في الخليج العربي بعد أشهر من إنشائه، وبعد تحليله لنسبة الأملاح العالية في التربة والخرسانة، ذكر بأن مما زاد في سرعة تآكل حديد التسليح استعمال إسمنت مقاوم للكبريتات في الأجزاء الأرضية والمدفونة، كما أن خبير الخرسانة الشهير الأمريكي (ADAM NEVILLE) مؤلف كتاب خواص الخرسانة الذي طبع مرات كثيرة في العالم أشار مقال له في مجلة هندسية بريطانية في عام 1998م إلى خطأ استعمال إسمنت مقاوم للكبريتات في بيئات الخليج العربي والشرق الأوسط، وكذلك نبه البروفسور الشهير رشيد ظفر -رحمه الله- من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وذلك في عام 1992م من خطورة وخطأ استخدام الإسمنت المقاوم للكبريتات في مدن المملكة والخليج العربي، بالاضافة الى انه تحذيرات المواصفات الإيرلندية والبريطانية والأوروبية في مواصفاتها (ENV-1:2000) من استعمال إسمنت مقاوم للكبريتات في البيئات البحرية التي تحتوي على أملاح الكلور.


المواصفات الأمريكية الأقرب
من الخطأ كتابة تلك العبارة الموجودة في معظم تقارير المختبرات والوزارات الحكومية والمكاتب الاستشارية التي توصي باستخدام الاسمنت المقاوم للكبريتات في القواعد والرقاب الخرسانية والأسوار والطرق والجسور، واحيانا يكتب خطأ العبارة التالية (إسمنت كذا المقاوم للأملاح) مع انه مقاوم للكبريتات فقط وليس للأملاح، فللأسف الإسمنت المقاوم للكبريتات يلائم مواصفات دول اوروبا ولا يلائم مواصفات المملكة والخليج فإن اردنا انتاج مواصفات فالاقرب هي المواصفات الأمريكية لأن جو أمريكا وخصوصا مدن كلفورنيا وتكساس مقارب لبيئتنا وجونا والإسمنت المستخدم عند الامريكان هو المقاوم للكلور وليس للكبريتات، وللاسف الشديد ان اغلب انتاج مصانع المملكة من الإسمنت المقاوم للكبريتات فتصل الى 70% من انتاجها السنوي، اما في الولايات المتحدة الأمريكية فلا يتجاوز انتاجها لهذا النوع من الاسمنت الخمسة من ألف لخطورته رغم قرب بيئتها من بيئة المملكة.
شاركه على جوجل بلس

عن المهندس.ناصر رمضان

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق